Daniel Patrick Welch - click to return to home page


    English versions 
Arabic versions - Saudi Arabia Catalan versions Croatian versions Czech versions Danish versions Nederlandse versies Finnish versions Versions Françaises Galician versions German versions Greek versions Indonesian articles Le versioni Italiane Japanese versions Urdu versions - Pakistan Polish versions Portuguese articles Romanian versions Russian versions Serbian articles Las versiones Españolas Ukrainian versions Turkish versions

 

 

 

(6/05) 

هل من الجدير إنقاذ جوثام؟

لقد جاء الصيف حيث  تغطي عجاجات بغداد الخانقة كل شيء بغبار أصفر و شاحب. في غضون ذلك، و في المقرات الإمبريالية، يتحايل تأثير القصص الخيالية على الأمريكان ليقنعهم بالرجوع إلى النوم، يحوم إنتباهنا و تتطمئن الضمائر، بعكس العواصف الرملية السومرية الخانقة. إسترح و إستمتع بالفشار في فقاعة زائفة من نعيم البترول و المكيفات الهوائية بينما توشك الفقاعة في الخارج على الإنفجار. يتصدر فيلم "باتمان بيجينز" هذه الأجواء، و بالرغم من عدم قدرة أية ديستوبيا رسوم هزلية على الإستيلاء على شبح إنحطاط أمريكا الشرس فإن تصوير كريستوفر نولان المروع هو  أكثر من مجرد خيال. 

لن تفوت على الملاحظ الحذق  تلميحات نهاية حكم جماعة جوثام، القوة الإجرامية، سهلة السقوط حتى و  في أوج عظمتها ---- على الأقل في سحر الأفلام. قادت نخبة عصابة جوثام كل طبقة من السلم الإجتماعي إلى الفساد واضعة أيديها على جمبع مفاتيح القوة  و ملأته بالجزارين و المرتزقة الذين يتستجيون فقط للمال و السلطة و إساءة أستخدامهما بسخاء مفرط مما جعل المواطن العادي يجبن من الخوف. ترك الأمر لبطل خارق، حاكم منطقة و الشرطي الوحيد الذي لا يقبل الرشاوى لحماية إنحلال جوثام من نفسها، بعكس التوقعات. 

المقارنة بأمريكة بوش واضحة و جلية. تبدو جماعة بوش مصممة على بناء بيتها الورقي إلى حد السماء مسيطرةً على جميع فروع الحكومة الثلاثة، الشكوى، و الضغوط الذليلة و الشعب الأمريكي الخائف والغافل عن التفكير. و الأسوء من ذلك، فإن أعضاء حزب المعارضة صعدوا على المسرح ليطمئنوا جموع جوثام المتعبة من أنهم كانوا ليقوموا بأعمالهم بشكل آخر: كان على بوش الإستماع للجنرالات الذين طالبوه بالمزيد من القوات. الأن فهمت: لقد كنت ضد الحرب، و كان يجب أن تكون أكبر من ذلك. ماذا؟ هل غاري أولدمان المواطن العادي الوحيد الذي لا يقبل الرشوات؟ من يستطيع تقبل هذا الهراء؟ 

مع ذلك، فإن الأمور لا تجري بتلك السهولة بالنسبة للعصابات التي تسكن قاعات السلطة في غوثام، سوف أروي المزيد عن ذلك لاحقاً. هنالك شخصية أخرى جديدة لديها قصة أكثر متعة. لقد قرر حلف الظلال أنه لا يمكن إنقاذ جوثام و أنه يجب تدميرها و  سوف تدمر الفوضى الناتجة عن ذلك جاذبية غوثام للأبد، ليبزغ مكانها شيء أجدد و أشد نقاءاً. 

إن النظرة الإستثنائية لهذا التشبيه الماكر هي أن هذا الخلاف حول إمكانية إنقاذ جوثام يقع فقط بين الرجل الوطواط و عدوه المتمثل بليام نيسون. أثناء مرور جوثام بعنائها اليومي، الفاسد حتى النواة، لا أحد من داخل الفقاعة مدرك أن النقاش قد تخطى التفاصيل أو ما يمر من حياة في بطن الوحش. 

على النحو ذاته، يسمح الأمركيون لأنفسهم بالخضوع للمهرجان الرهيب من "أخبار" التلفاز، مستكشفين التفاصيل المعقدة لحياة مايكل جاكسون الشخصية متجاهلين رئيسهم الأحمق و جرائم  وصي العرش الغير منتخب التي لا تنتهي. تتكلم الكثير من الشخصيات عن صحة (أو عدم صحة) تعليقات ديك ديربين حول مقارنة معتقلات جوانتانامو بتلك النازية.  دعنا نهمل الحقيقة التي تقول أن التشبيهات التاريخية دائماً ما تكون مخطئة لأن التشبيهات "الدقيقة" هي تلك التي تتعلق بالرياضيات، مثلاً 1 مقارنةً مع 2 هو كالرقم 2 مقارنةً مع 4 و هكذا دواليك. كانت خطيئة ديربين الكبرى بأنه قام بتوعية العالم خارج الفقاعة، حيث لا يعتبر الأمريكيين قبعات بيضاء فحسب. 

لا يتشارك الأمريكيون في نفس الأوهام، و في يوم من الأيام سوف نستيقظ لنرى الحقيقة التي هي مضاء النقاش إلى ما بعد عالمنا الضيق عالم الزوجات الهاربات و الحروب الحلال الخالية من سفك الدماء. كل تلك الفظاعات ترى من نور آخر – نور الصباح، نور الحقيقة – و ليس ذاك النور الذي أطفأه صانعي الأساطير الأمريكيين. غوانتانامو، تدمير الفالوجة، النعذيب في أبو غريب و باجرام (نعم، النعذيب و ليس الإساءة، كما تسوقها الصحافة الأمريكية، و كأن الذين قاموا بالتعذيب هم آباء سيئون يجب أن يصفعوا من قبل قسم خدمات الأطفال) ... كل تلك الصور الضبابية بالنسبة لأولائك في الفقاعة كانت بالتأكيد تبني صورة متماسكة للناس في العالم عن التمرد، و عدم السيطرة، و المجتمع العنيف الذي تقوده مجموعة من المجانين متسلحة بالقوة واقفة على دفة الحكم. 

بما أن أعمالي تترجم إلى عديد من اللغات فإن لدي الكثير من المعارف من جميع دول العالم يذكرونني بالحقيقة بأن الولع الأمريكي لخداع النفس إقترب من الهاوية. إن هذه الفقاعة كالفقاعات الأخرى شفافة و هشة. شاهدت أنا و زوجتي أصدقائنا الأجانب بخوف، يرتدون الواحد تلو الآخر و يهربون من أمريكا التي تبنوها في ظل نذير الشؤم هذا. مثلت الإنتخابات القشة الأخيرة، و حتى الأمريكيين يإسوا من أن يسامحوا الناس و في النهاية و كفوا عن إدانة حكومتهم. بدوا و كأنهم يقولوا "أنت لوحدك" -و من يستطيع أن يلومهم- حيث بان السؤال الحقيقي (الذي بفوق فهم معظم الأمريكيين) حول إمكانية إنقاذ جوثام.  

و مع كل ذلك، و كما هو الحال مع جوثام، لا تجري الأمور بكل يسر مع بوش، و راسبوتين كارل روف، و جماعة الكاذبين، و السارقيين، و الخادعين و المضللين. هنالك ما يدل على وجود أمر خاطيء، خاطيء جداً، في عالم بوش الذي يتكون من الفقاعات، هنالك ما يدل على "أنها" سوف تنتهي ... مهما كان الشيء الذي تعود إليها الكلمة "أنها". و أقول لأولائك المتشككيين أن موجة من الذعر إجتاحت البلاد مؤخراً من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي، و هزت مضاجع الأشباح من أعضاء حزب الأحرار إلى الشيوعيين حينما ألغت المحكمة العليا الملكية الخاصة في قلب الرأسمالية. تستطيع الآن المجالس البلدية الإستيلاء على المنازل لتقسح المجال للتطوير الخاص. إن الطريق الآن مرصف (و أعني ذلك حرفياً) نحو جحيم شيملون، ليس بعيداً عن هوم ديبوت بعد وول مارت بينما يتم جرف المواطنين بعيداً عن الطريق (نعم، و أعني ذلك حرفياً).  

لا عجب في أن أحد إستتطلاعات الCNN وجدت أن الأمريكيين "مرعوبين"، جيمي كارتر المسكين: لو أنه فقط إستخدم كلمة "رعب" بدلاً من الكلمة الفرنسية malaise، لإستمع إليه الناس في ذلك الوقت. بالرغم من خدع روف الشريرة فإن الناس ما زالوا غير مقتنعين بأن الضمان الإجتماعي يعمل من أجل إثراء وول ستريت. تثيت الطبقة العاملة الأمريكية و الأقلية من الشباب عل أنهم أذكى بكثير من المخططين في البنتاغون. يقوم الشعب بشتم بولتون لشخصيته بينما تدعم أرقام التصويت المتدنية التشققات في واجهة بوش. هل ذلك يكفي؟ هل سوف ينقجر الغضب، و ينهض سكان جوثام و يجاروا التحدي؟ أم هل إنقاذ جوثام صعب المنال؟ تتعالى همسات التقصير بينما قرار حرب العراق يترسب في ذاكرة الأمريكيين. بالطبع، فإن التقصير بالكاد يكفي لمجرمين كبار، و لكنها نقطة بداية مهمة للإعتقاد الذي سوف يعم إن سادت العقلانية. يزداد عقل بوش ثراءً و تختفي يد روف الشريرة و الغير قانونية عن الأنظار. كشخصية كرتون في مسلل أميريكان داد (الأب الأمريكي) يمثل روف دور الكاهن الشرير الذي يجمد الماء، و الذي يحترق في الكنيسة من ثم يتحول إلى سرب من الوطاويط عندما "تنتهي مهمته". من الممكن أن لا تؤثر الرسوم المتحركة على سلطة البلاد، و لكن الشيء الذي يضحك يبقى مضحكاً.  

خارج الفقاعة، يسهل البحث عن البقع الباهتة. إن أمريكا اللاتينية، و لحسن الحظ، ثائرة من الغضب أكثر من أي وقت في ال 25 سنة الماضية. إن ثورة هيوجو شاقيز الفنزويلية تجلس على حقول نفط جديدة الإكتشاف، مما يساعدها في تحقيق حلمها بإستعمال ثورة البلد الهائلة من النقط لمساعدة الفقراء أو لإجتياح أمريكا— و لكن ليس الإثنان معاً. من الصدفة أن دعم شركة سيتغو لأجندة شافيز هي حملة إلكترونية مثيرة للأهتمام، و لم يكترث المصوتون الأوروبيون  بمستفبل العولمة، و رفضوا الأجندة الليبرالية الجديدة في إقتراعات حاسمة في فرنسا و هولندا. 

يعمل أتباع بوش للقضاء على أي أملٍ و لا يتأئروا بالشك بالذات. يقول الشاب اللبناني الذي يعمل في المتجر عند زاوية الطريق أن بوش ليس غبي إلى ذلك الحد ليبدأ حرباً جديدة في إيران. و لكنني أذكره بأن لا علاقة للغباء بذلك. لقد قام أتباع بوش ببناء قاعدته بين المتعصبين. هؤلاء المجانين مقتنعون بشدة بأنهم يقومون بواجب الرب و يعتقدون بأنهم يتقنوا ذلك العمل أكثر من بوش نفسه. هؤلاء المخبولون يبحثون عن بقرة حمراء ليضحوا بها فوق جبل الهيكل. أولائك الإسرائيليون المساكين الذين يقامرون مع الفاشيين المتعصبين في الكونغرس. كل ما يحتاجونه هو أن يخرجوا من كل الموضوع ليتحول جبل صهيون إلى كتلة من النار بينما هم، المختارون، يصعدوا إلى خالقهم. إن وجدوا أصدقاء من هذا النوع، فمن يحتاج إلى الأعداء؟ في ضوء ذلك بدا أنه من الواضح أنهم مستعدون للمخاطرة بينما تتألم البقية في النار الأبدية.     

و لكن السبب الحقيقي لبقاء السؤال الكبير هو نفس السبب الذي من أجله فشل تشبيه ديربين النازي. يجب معاقبة كل التعجرف. لقد تم نهب روما، و هُزم النازيين عسكرياً بلا شك عندما أرغموا على بناء مجتمع "جديد" تحت تهديد السلاح – مجتمع من دون جيش أو طموح إمبريالية. إن الكبرياء المجروحة ليست ما تحتاجه أمريكا لإصلاح أساليبها، مع أن جنون الجماعة الحاكمة كافياً لصنع المزيد من الدمار. إن المنهزمين الأغبياء خطيرين، و لا يتعلمون من الدروس السابقة. إن إعادة الإعمار لم تتمكن أبداً من إصلاح سياسة العبودية، مما أدى إلى مئات من السنين من الإعدامات، الكلان، و أكبر موجة من الإرهاب الداخلي في تاريج الولايات المتحدة. إذن كيف ستؤول الأمور؟ هل تستطيع جوثام إنقاذ نفسها؟ مع مرور الوقت سوف نرى إن كان الأمريكييون سوف يستيقظون و يستغلوا إنقاذ الرجل الوطواط، أو يواجهوا حلف الظلال و ليام نيسون.

^  Top  ^

Translated by Ziad Marzouka