Daniel Patrick Welch - click to return to home page


    English versions 
Arabic versions - Saudi Arabia Catalan versions Croatian versions Czech versions Danish versions Nederlandse versies Finnish versions Versions Françaises Galician versions German versions Greek versions Indonesian articles Le versioni Italiane Japanese versions Urdu versions - Pakistan Polish versions Portuguese articles Romanian versions Russian versions Serbian articles Las versiones Españolas Ukrainian versions Turkish versions

 

 

 

(11/04)

نحن هنا! نحن هنا!

مقاومة للفاشية المتصاعدة خلف إستطلاعات الرأى فى الولايات المتحدة

نوفمبر 2004

دانيال باتريك ويلش مراسل يعمل فى قلب الأحداث لتغطية إعصار الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وهو إن كان يشك فى وجود تزوير بيِّن إلا أنه يعترف بتحفظ الشعب الأمريكى. وهو يحاول أن يجد جانباً مضيئاً وسط الحطام، فيما يصفه بأنه "توأم شلة  سفاحى بوش الشخصيات الكاريكاتورية الممثلة للجشع والعجرفة"

ظل أحد اخوتى – وهو ميال إلى المغالاة – مُصِرّاً على مدى شهور عديدة أن التوقعات الإنتخابية لا معنى لها لأن الانتخابات لن تحدث أساساً. لقد كان مقتنعاً اقتناعا تاماً أن حكومة بوش ستختلق سبب ما لتأجيل أو إلغاء الانتخابات فى محاولة منها للاستمرار فى السلطة. وبالنسبة لى لم يكن هذا الاقتراح جنونياً (لأسباب واضحة للعالم أجمع الآن) بل وحتى ، بالنظر إلى الأحداث الماضية، ليس مغالى أيضاً. ولكن التخمين المنطقى لأى مواطن متابع للأحداث ومطلع ومهتم لن يكون بعيدا عن هذه الصفات. حتى داروين لم يكن يعرف بالضبط كيف يعمل الانتخاب الطبيعى، وقد جاء بأشكال عديدة للكائنات الوسيطة ثبت بعد ذلك أنها لم تكن موجودة أبداً.

ولكنه كان محقاً. فى الحقيقة, أنا بالأساس أتفق مع أخى، غير أنى كنت أظن أن ذلك سيتم بطريقة أقل وضوحاً. ثم فى شهر يوليو، قام الصحفى واين مادسن – ومقره فى توسكون – بكتابة تحقيق يطرح مخطط مختلف: نوع من الهجوم المراوغ على الساحل الغربى وليس تأجيل صريح. ولكنه كان مخطئاًَ أيضاً.

بالرغم من كل ذلك، فالعديد منا كان يبحث عن الكيفية وليس الاحتمالية. كان أقربنا للصواب جريج بالاست فى تحقيقه المنشور قبيل الإنتخابات، حيث شرح كيف ألغى الجمهوريون أكثر من مليون صوت إنتخابى للمرشح كيرى قبل جمع الأصوات.

ومجموعة بوش الحمقاء لديها الكثير من الإبتكار، وحيلهم القذرة تمتد من السئ فحسب - مثل الضرب باستهتار والمتاجرة بمخاوف الناس وحملات التلطيخ الشرس – إلى الفاحش والخارج عن القانون: كإطلاق جيش من المرعبين المدربين على الدوائر الإنتخابية للبسطاء والأقليات فى الولايات المتأرجحة.

إنه مؤشر مخيف على مدى التأخر الذى وصلنا إليه: حين ضبط العجوز بيل رينكويست فى "عملية عين النسر"، وهى جهود موجهة إلى إرهاب ناخبى الأقلية فى أريزونا منذ زمن بعيد، إضطر فى حينه إلى الإنكار مرتين، مرة حين عين رئيس المحكمة العليا والثانية فى جلسة الإستماع لتنصيبه قاضي القضاة. وهنا نعترف للرجل على الأقل أنه كان يعرف أن ما فعله خطأ.

أما الآن فالجمهوريون يهرعون إلى محكمتهم العليا لسبغ الحماية على هذه الممارسات القذرة، والوزير كين بلاكويل من ولاية أوهايو يعتقد أنه يتبع نهج مارتن لوثر كينج حين يطالب بعدم قبول استمارات التسجيل إذا لم تكن مطبوعة على ورق ذو وزن معين، أو أنه لا يعبأ بإحتمال دخوله السجن مقابل الحفاظ على نظم إرهاب المصوتين. سنتغلب على كل المصاعب فى الأحلام!

بالنظر إلى التاريخ المتاح لنا الآن، من المثير للإهتمام أن ندقق البحث فى حطام خيبة أمل الآخرين المريرة. وقد كتب أحد الأصدقاء الآتى:

من الواضح أنه سيكون من الصعوبة على كيرى القتال لمدة طويلة (وقد تبين أنه من الصعب عليه القتال أصلاً). أقوى حجة للقتال - وجمعية بوش السرية تمتلك السيطرة الكاملة على الأمور، إدارة التصويت ونقل وسائل الإعلام لحدث التصويت – هى حجة لن تتعرض لها وسائل الإعلام، وأنا لا أعتقد أن كيرى وجماعته لديهم من الشجاعة ما يجعلهم يحاولوا طرق الموضوع. (عليك أن تُعجَب بناشطى بوش – فهم يصنعون الأمر بحيث تكون الحقيقة هى الشئ الوحيد الذى لا تستطيع أن تقوله أو تستخدمه ضدهم!)

من المرجح أنهم سيتقوقعون داخل حجة "الإستحالة الإحصائية" لولاية أوهايو، لأن الوسيلة الوحيدة للتشكيك فيها هى التشكيك فى الأرقام التى رصدوها. وسنصدق حسن نية مسئولى الإنتخابات المحترمين بولاية أوهايو.

أكثر ما أحزننى فيما سمعت هو نداء من خلال برنامج مايك مالوي الأسبوع الماضى. كان النداء من محامي ذاهب إلى فلوريدا لمراقبة الإنتخابات. وعلى الرغم من أنه جزء من الجهد المبذول لتحقيق إقتراع نزيه، إلا أنه كان مؤمناً إيمان راسخ أن جمعية بوش السرية ستتلاعب فى عدّ الأصوات، ولن يتمكن المجتمع من فعل أى شئ حيال ذلك.

لقد ضغط هذا النداء على وتر حساس لدىّ، وقررت فوراً أن صديقى محق – لقد تعلمنا فى المرة السابقة حدود الأدب. هذه المرة يجب علينا مواجهة الأمر فى الشوارع: مسيرات، احتجاجات، عصيان مدنى، حملات إزعاج وتعطيل مبتكرة ومستمرة، تجنب الإلتزام الفدرالى أو الضرائب ... إلخ – أى شئ لنجعل الإستيلاء على العالم صعباً على الأوغاد. هذه إنتخابات مسلوبة – أسوأ شئ يمكن أن يحدث داخل نظام ديموقراطى. على الأمريكيون أن يتعودوا على إحتمال أنواع من المقاومة والقتال تلجأ إليها شعوب أخرى فى ظروف مماثلة. أمر واحد ربما أصبح واضحاً الآن: لن يكون لذلك علاقة بالديموقراطيون.

فى إعتقادى أن الأمريكيون يحتاجوا أن يتعلموا من الشعوب الأخرى التى يتم التلاعب بإستمرار فى إنتخاباتها. يجب توافر مقاومة شعبية مستمرة فى أشكال عديدة حسب خيال وابتكار الناس. إننا لا نختلف الآن عن أى جمهورية موز لديها طاغية يتلاعب فى نتائج الإنتخابات لمصلحته، وعلينا أن نتعلم ردود الفعل المناسبة. هناك إحساس عام لدى الأمريكيين بالفخر بحرمة إنتخاباتنا ولكن من الواضح أنه إحساس لايدعمه التاريخ.

العديد من الناخبين الأمريكيين ، حتى اليساريين يتخذون مواقف عدوانية ضد فكرة المراقبين الدوليين الذين يدسوا أنوفهم فى إنتخاباتنا. واقع الأمر، أن المسئولين الجمهوريين منعوا المراقبين الدوليين من دخول محطات التصويب فى كولومبس بولاية أوهايو.. وقد نظر الجميع إلى جيمى كارتر بكثير من الإستغراب لدى إعلانه فى عام 2000 أن منظمته لايمكنها بأى حال من الأحوال مراقبة إنتخابات مماثلة إذ أنها –الإنتخابات- لا تتوافق مع الحد الأدنى لقواعد الإنتخابات التى وضعها "مركز كارتر". ومما لا شك فيه أن بعض الشعوب الأخرى الغير حرة تجيب على مثل هذه الأمور بإضرابات وتباطؤ ومسيرات واحتجاجات وإزعاج مدنى ومقاطعات وحملات مناهضة للضرائب، أمور متنوعة تنوع البشر والشعوب وتمتد عبر مدى واسع من الأفعال التى تروق لقطاعات مختلفة. فكروا معى فى د. سوس والفتاة الصغيرة التى أنقذت بلدتها الصغيرة ب"ييب" و"يوب". علينا أن نتسابق بشكل مجازى لأعلى كل ناطحة سحاب ونصرخ: نحن هنا! نحن هنا! بكل طريقة ممكنة.

صديق آخر تفاعل مع موقفى قائلاً: "أعتقد أن بعض الناس حرموا من حقهم الدستورى، ولكن المخيف أكثر من ذلك أن الشعب الأمريكى كان عاقد العزم على التصويت لصالح بوش. كيرى أحسن صنيعاً فى شرحه لنواقص فترة رئاسة بوش وتقديمه البديل."

وقد أجبته أن ربما كان هذا حقيقياً، رغم إختلافى بخصوص المعركة التى خاضها كيرى والديموقراطيين. ولكن هذا يعتمد بقدر كبير على ما نقصده بكلمة "بعض" (هل هم أكثر من مليون شخص، بالإضافة إلى عدد غير معلوم من المبعدين كنتيجة للترهيب والخوف؟) ومانقصده بكلمة "الشعب الأمريكى". إن نسبة 49،99% هى نسبة مخيفة بالفعل؛ ولكنها ليست أغلبية –وهو تمييز مهم – ونسبة 25 أو 30% من الشعب المستعد لقبول الفاشية هو أمر مرعب بالنسبة لى.

تذكر إستطلاعات الرأى العالمية التى أجريت فى عدة بلدان وكانت نتيجتها "بإكتساح" تؤيد التخلص من بوش؟ أتذكر إندهاشى عند مطالعة نتائج استطلاعات الرأى التى بلغت 35 أو 40 % لصالح بوش فى بعض المناطق الأمريكية، فى حين أنها لا تتعدى الأرقام الأحادية فى بلاد أمريكا اللاتينية. من المنطقى أن تبلغ الأرقام أعلاها فى قلب الأحداث ومن العقل أن نتوقع وجود المعارضة دائماً. ولكن قبول ألمانيا للنازية لا يغفر لجويرنج ووكلاء الدعاية الآخرون إحتقارهم المتعالى لشعبهم، وفخرهم السافر بإستخدام التخويف والتهديد لإجبار السواد الأعظم على الخضوع. وبالمثل، لا يمكن أن نعفى من واجبنا فى التعرف على ومقاومة النزعات الفاشية حيثما نراها.

إنه من الصحى أن نتذكر أن المعركة لا زالت بعيدة كل البعد عن نهايتها. العالم بأسره يعلم أن الإنتخابات لها رائحة نتنة، وأن بوش أكثر عزلة من أى وقت مضى. لا تنسوا أبداً أن أروقة هذا النظام تعج بالمجرمين، و اتهامهم وسجنهم لا زال أحد الخيارات لشعب لديه الغضب الكافى ليلاحظ هؤلاء المجرمين. أعيدوا إحياء نصيحة جون كينيث جالبريث المغفلة من المرة السابقة، حين حذر ألا نعتبر هذه اللجنة السياسية – ولو لدقيقة واحدة- ممثل شرعى عن إرادة الشعب، ولننتبه هذا المرة. من المريح أيضاً توأم سفاحى بوش الشخصيات الكاريكاتورية الممثلة للجشع والعجرفة. إنهم يعتقدون أنهم لا زالوا أحراراً فى بيوتهم لأنهم إجتازوا شعبهم، ولذا توحى تصرفاتهم بعدم الحذر الخطير. ولكن بقية العالم موجود ولن يختفى بخنوع فى ظلمة الليل. لقد تحولت العراق إلى مستنقع بكل تفاصيله كما حذرنا منها، ونحن أحرار ولا يجب علينا مسك العصا من المنتصف كما كان يتطلب موقف الديموقراطيون.

أخيراً وليس آخراً: إننا أمريكيين أيضاً – مثلنا فى ذلك مثل أى من الأغبياء الجمهوريين – وصوتنا يستحق أن يسمع عبر ضباب فساد وسائل الإعلام المشتراة وعبر مواطنينا البسطاء أصحاب العقول الميتة وعبر خيانة زعمائنا وجبن معارضينا. احرص على أن تعد – فى إستطلاعات الرأى، فى الشوارع، فى وسائل الإعلام، فى كافة مناحى الحياة العامة. نحن هنا! نحن هنا! نحن هنا!

©2004 دانيال باتريك ويلش. حقوق إعادة الطبع تمنح بالإئتمان والصلة بالرابط danilepwelch.com

Translated by Randa

دانيال باتريك ويلش كاتب، مغنى، متخصص لغوى وناشط يعيش ويكتب فى سالم، بولاية ماساشوستس مع زوجته جوليا نامباليروا-لوجود. وهم يداران معاً مدرسة البيت الأخصر. بعض موضوعاته أذيعت عبر الراديو وبعضها ترجم إلى 20 لغة. الرابط إلى الموقع danielpwelch.com

 ^  Top  ^