Daniel Patrick Welch - click to return to home page


    English versions 
Arabic versions - Saudi Arabia Catalan versions Croatian versions Czech versions Danish versions Nederlandse versies Finnish versions Versions Françaises Galician versions German versions Greek versions Indonesian articles Le versioni Italiane Japanese versions Urdu versions - Pakistan Polish versions Portuguese articles Romanian versions Russian versions Serbian articles Las versiones Españolas Ukrainian versions Turkish versions

 

 

 

(8/03)

كان مجرد حوارا:
مناقشة أخرى حول دينس كوسينيتش
دانيال باتريك ويلش

فاجأتني رسالة بالبريد الإلكتروني من صديق قديم – كان عازفا دوما عن السياسة- أراد فيها الدخول معي في حوار حول دينس كوسينتش، وعلى الرغم من أني لا أتحمس عادة لهذه الإغراءات، إلا أنني تحمست بما يكفي لما دار بيننا من حوار وأردت مشاركته مع الآخرين:

بدأ صديقي الحوار قائلا:

داني، لدي تساؤل.. إذا كنت عازما على التخلص من الرئيس بوش فلماذا تساند كوسينيتش بدلا من أي مرشح ديموقراطي أمامه فرصة للفوز؟ حتى الآن لم استقر على أحد، فأنا بالكاد أتابع المرشح للانتخابات – ولكن بعد ترشيحي لنيدر في عام 2000 لم تعد لدى القدرة على تحمل مرشح آخر خاسر للديموقراطيين في يوم الانتخابات ثم الانتظار لأربع سنوات أخر من حكم بوش، فما رأيك؟

فأجبت قائلا:

هل كنت تساند "نيدر" في يوليو 1999؟ لا أظن ذلك. كما أن نيدر يا عزيزي ليس "خاسرا ديموقراطيا" – بل كان يدير حملة في مواجهة مرشح الحزب الديموقراطي، وهو ما يعيدني مرة أخرى للوقت الحاضر، فالأرجح إنني سأقوم بالتصويت بانقياد أعمى لأي مرشح فاشل وسكير وجبان وبلا مبادئ يرشحه الديموقراطيون عندما يحل نوفمبر 2004 (تذكر يا عزيزي أنني أنا من قام بالتصويت فيما تراجعت عنه أنت في المرة السابقة، لذا أعفني من هذا الهراء)؟ ولكن لماذا الآن؟ لماذا نشترك في الانتخابات في هذه المرحلة ما لم يوجد شخص يخاطب روحك ويتفق كلامه مع بديهتك؟  

لا أرى المغزى من إرهاق أنفسنا من أجل كيري أو دين أو جيفارت حتى يحين موعد انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري – ولا ينبغي على أي شخص آخر إرهاق نفسه من أجلهم. إنهم يفتقرون للقدرة على بث الحماس في الدوائر الانتخابية التي خسروها أمام الحزب الديموقراطي (والتي توشك على الانفجار). إن دين محافظ وهو أحد العشاق السابقين لمجلس قيادة الديموقراطيين، بصراحة إنه ليس سوى شخص فاسد – أما كيري فهو ليبرالي مؤسسي، وجيفارت ... حسنا يكفيني ما قلت. أما بالنسبة للكلام عن كوستينتش على أنه " ليست أمامه أية فرصة" فاعتقد أنك لا تقرأ كتاباتي بتعمق كاف (هممممم!). على العكس تماما فإنني اعتقد أنه إذا كان هناك مرشح تقدمي يعجز عن الفوز ببرنامج انتخابي تقدمي – أي أن يقول بشكل صريح أن علينا تغيير اتجاهنا في هذا البلد – بل ويفعل ذلك رغم حشد الأموال والإعلام ضده فإننا سنكون في مأزق كبير، ولا أمل للقيام بأي محاولة معقولة للتعامل مع مصائب الحروب والفقر والصحة والتعليم وغيرها.

إن النوعيات التي يشملها مجلس قيادة الديموقراطيين يعتقدون أن بإمكانهم التصرف بطريقتهم إلا أن ذلك لا يفلح. فالديمقراطيون لم يفوزوا بأغلبية أصوات البيض منذ عام 1948 (باستثناء الفوز الساحق الذي أعقب اغتيال ليندون باينز جونسون في عام 1964). ولن يتكرر ذلك مجددا، ويالها من مشكلة كبيرة! والآن لا تسيء فهمي إذا ما قلت أن بعضا من أفضل أصدقائي من البيض.  الأمر يبدو إذن وكأنه كلما احتشدت الاتجاهات السياسية في أحد الاتجاهات سارع الديموقراطيون - كما تعودنا - في الاتجاه الآخر.

أما الجمهوريون فيدركون حقيقة الأمور، إنهم على علم بأنهم في طريقهم للانقراض: فالناس تكرهم وتكره سياستهم، ولا سبيل أمامهم للفوز سوى بالكفاح من خلال خطط إعادة التنظيم والمطالبات بالتمويل وقهر الناخبين السود بتطهير قوائم الناخبين وغيرها من الخطط الموضوعة والموجهة، وإرهاب الناخبين والكذب واللجوء للسرقة الصريحة للأصوات عندما يضطرون لذلك .. وهذا ما يفعلونه. لقد أحسن الجمهوريون قراءة الانتخابات الأخيرة وفهموا أنها انتخابات ليسار الوسط، وهو ما يمثل رفضا حتى للسياسات الأكثر اعتدالا التي اعتنقها بوش في الحملة. قد يكون الجمهوريون أوغاد إلا أنهم ليسوا أغبياء.

أما الديموقراطيين على الجانب الآخر فهم أغبياء بحق، فبدلا من تحديد الاتجاهات التي يفرضها عليهم الجمهوريون (ومحاولة قمعها بكل ما لديهم من الأموال والقوة) فإنهم يشتركون في اللعبة ليضمنوا هزيمتهم. إن الحقيقة الواضحة هي أن ما يسمى "بالقضايا الاجتماعية" وهي إلغاء عقوبة الإعدام العنصرية، والسيطرة على امتلاك الأسلحة النارية، وفرض قيود من المجتمع على السياسات البوليسية، واستعادة حق التصويت للجانحين، ومعالجة مشاكل الرعاية الصحية، والتعليم وإيجاد فرص العمل واحتياجات البنية التحتية، وحقوق العاملين والضوابط الديموقراطية لإصلاح عملية التصويت وتحويل مقاطعة كولومبيا لولاية – أي باختصار البرنامج التقدمي بأكمله – تمثل كلها أهمية بالغة للدوائر الانتخابية التي توشك على الانفجار والتي يبلغ فيها حجم ولاء الناخبين لأحزابهم 90%!! كيف يقوم هؤلاء الديموقراطيون البيض بإجراء حساباتهم؟!  

وبالطبع لا تقوم الأقليات بالتصويت بأعداد كبيرة الآن – فلماذا تفعل ذلك بحق الجحيم؟ فمهما ملأنا الدنيا صراخا ضد بوش ورامسفليد تشيني وباول وأشكروفت وغيرهم فلن يؤدي ذلك لبث الحافز في نفوس هذه النوعية من الناخبين، ولماذا تفعل؟ إن ذلك أمر غير منطقي.

إن الناس يريدون التصويت لشيء ما، مثلما فعلت أنت عندنا صوت لصالح نيدر حسبما أظن. لقد عجز الديموقراطيون حتى عن إقناعك بالتصويت لصالحهم في الوقت الذي لم يدخل فيه أخوك أو عمك أو ابن عمك السجن أو أصبح عاطلا أو انضم للجيش للحصول على ثمن هزيل لما فعل مثل الحصول على "تعليم" مجاني أو غيره. لا بل إنني أتمسك برأيي الأصلي وهو أن مرشحا مثل كوسينيتش أو شاربتون أو بروان لديه الفرصة المثلى لتغيير هذا البلد تماما – طالما أن الفرصة قائمة.

عندما يقوم أحد الرؤساء وليكن مثلا "دين" بزيادة عدد القوات المرسلة للعراق لأول مرة و"يخاطر"بخطته للسماح لكافة اليتامى العسر من الصم والبكم المولدين يوم الثلاثاء بالحصول على تأمين ضد الكوارث، ويضيف "الإرهاب"(وفقا لتعريف الدولة) لقائمة الجنايات التي تطبق عليها عقوبة الإعدام – فلن يسرني أن أقوم بإبلاغك بأنني سبق وأن تنبأت لك بذلك. إن الحقيقة هي أن بوش قد أفسد البلاد تماما لدرجة أنه لا يمكن إلا من خلال تحول كامل بنسبة 180 درجة أن يتم نبذ السياسات الإرهابية المعادية للإنسانية والتي ألحقت بنا الكثير من الضرر. إلا أن الآثار لن تنمحي بسهولة لهزيمة بوش، ولكن كما سبق أن قلت أنه من المرجح أن أقوم في النهاية بالتصويت لتويدل ديك أو تويدل جون أو تويدل دين عندما يحين الوقت. وكما تعرف فإنني ديموقراطي مخلص ولست كبعضهم ...هممم؟  

استأنف صديق حديثه قائلا:

لكي نكون واضحين فإنني اتفق حول الاحتمال غير المطروق للربط بين التكتلات الانتخابية للسود واللاتينيين والنساء وبين التقدميين البيض وذلك لتحقيق الفوز على المستوى القومي. إلا أن ذلك لا يستتبع بالنسبة لي أن يكون كوسينتش هو الشخص القادر على تحقيق ذلك. إنني أحبه واعتقد أنه بفضل ما لديه من قوة أفكار يستطيع الفوز في ولايات مثل ماسوشيتس، إلا أن ذلك لا يجعل منه متحدثا لبقا، ولا رجل حملات تلفزيونية مبهرة بحيث يمكنه حشد تلك الدوائر الانتخابية معا على المستوى القومي.  ولا يجعل ذلك حتى منه رجلا يمكنه التغلب على الربط السياسي الذي شاع عنه كعمدة وقعت تحت حكمه واقعة إفلاس إحدى المناطق الحضرية الكبرى، حيث سيجهز عليه الجمهوريون بسبب تلك النقطة وحدها.

واصلت حديثي قائلا:

الأمر المثير أنني كنت قد قلت كلاما مشابها لذلك في مقال سابق لي The Fire This Time. إنني لست واثقا أنه الرجل الصحيح، إلا أنني لا اتفق مع السبب – فأنا اعتقد فحسب أنه قد لا يمكن لمرشح أبيض أن يفعل ذلك، فالأقليات قد وجهت لها خطب مسهبة لعقود طويلة على لسان محترفي السياسة من البيض، وقد طفح بهم الكيل. إن السبب الوحيد المتبقي أمامهم لاختيار الديموقراطيين هو أنهم ليسوا جمهوريين.

إن حيلة كوسينيتش لن تفلح طويلا، وسيكون عليه أن يفسح مكانا في حملته الانتخابية للاهتمام بأمر الناخبين من الأقليات، فحتى جاكسون حاول ذلك قدر جهده في حملاته. وفي خضم الفوضى التي سادت التاريخ الأمريكي بعد العبودية لا يبدو هنالك مشروع سياسي يتسم بالبساطة التي يبدو عليها، ولا توجد أماكن أو حملات ترويجيةأو تحالفات بالبساطة التي قد يوحي بها الأمر. إن من بين غرائب التزواج من مجتمعات السود هو استحالة الاندماج معهم كما هو الحال مع التحول الديني، إلا أن ذلك يساعد المرء على اكتساب شيء من صفاء العقل.

وفيما يتعلق بالكاريزما فإنني اختلف معك، حيث اعتقد أنه يمتلكها. فحتى الحكام الديكتاتوريون اندهشوا وانبهروا لقيامه باجتذاب أكبر الحشود وأكثرها صخبا، كما أن له حضور جذاب. أما بالنسبة لكلفلاند فسيحاول الجمهوريون قدر جهدهم لتحقيق النتيجة المرجوة. ليس هذا بالأمر الجديد، وما أسخف كين وديري وهارتبيرمان وغيرهم إذا اعتقدوا أن بمقدورهم صد هذا الهجوم المحتوم بمزيد من الانتماء للجمهورين. فالسبب الرئيسي لفشل كوسينيتش كان رفضه طلب البنك لبيع أحد المنشآت العامة. كان هذا الطلب غريبا وغير مقبول بالنظر لتورط البنوك مع شركة كليفلاند للطاقة الكهربية CEI وهي الشركة الخاصة التي كان يمكنها تحقيق ما يصل إلى 200 مليون دولار، وهو أكثر مما كان يمكن الحصول عليه من دافعي الضرائب في العقد التالي لولا أن كوسينيتش أوفى بوعده بعدم بيع موني لايت. وقد أثنى عليه مجلس المدينة في عام 1998 لما أظهره من "شجاعة وبصيرة" في احترام وعده وهو ما بدا في ذلك الوقت وكأنه يدمر مستقلبه السياسي. لقد "عاقبته المدينة"وقتها بإعادته ثلاث مرات لمقعد في الكونجرس كان قد اختطفه من أحد الجمهوريين في بلد "ريجان الديموقراطية".

مازال هناك الكثيرون في شرق الولايات المتحدة يعشقونه لحد الموت بمن فيهم البعض من أشد الناس بغضا له من جريدة "كليفلاند سين" والذين شنواعليه هجوما شديدا ثم عادوا إليه بعد فترة وجيزة.  لقد تعرض الكاتب لضغط شديد لكي لا يميط اللثام عن أن كوسينيتش قد أحاط به جمع غفير أغلبيته من الأمريكيين السود في أحد التجمعات التي دارت في أحد المطاعم – وذلك على الرغم من أنه لم يكن قد أدار أية حملات في هذه المنطقة منذ عدة أعوام. قد يفوز "دين" في فيرمونت، وقد يفوز كيري في ماسوشيتس، وقد يفوز كوسينيتش في أوهايو، فإن فعلها فسيفوز بالانتخابات، وهو أمر يعززه وضعه المحتمل "كالابن المفضل"، ولكن كل ديموقراطي يفوز في أوهايو يكون قد فاز بالولايات القديمة بأكملها (باستثناء إنديانا) إلى جانب فلوريدا وذلك على حسب المعادلة الجديدة.

ليس الأمر سهلا ولن يكون سهلا لأي من الديموقراطيين، فالحديث عن الأرقام البسيطة كفروق قاتلة في المنافسة بين 9 مرشحين (حيث يكون هامش الخطأ في تلك الانتخابات 4% أو حتى 6%!) يبدو سخيفا بالنسبة لى – خاصة إذا ما أضفنا لذلك أن ثلث الديموقراطيين المسجلين تقريبا عجزوا عن ترشيح مرشح واحد بالاسم. إن الصحافة تلهو وتمرح ولكن الأمر يبدو أشبه بالوصول للكتلة الحرجة، فمعظم الناس لا يعرفون أي رأي يتبنوه حتى يقوم الاخرون بتكوين رأيهم. وبهذا المعنى يشبه الأمر ظاهرة ارتقاع درجة حرارة الأرض Global Warning  (يعرف اختصارا بـGW)، فعلماء الطقس يتحدثون عن "تقلب" الطقس عند الوصول لنقطة غير معلومة، وتمثل ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض (GW) ظاهرة خطيرة (يشير GW لارتفاع درجة حرارة الأرض Global Warming وليس لهذا المدعو جورج دابليو! George W. Bush) ليس في حد ذاته، ولكن لأنه قد يسبب "تقلب" المناخ الآن قبل غدا. ولقد انتظرت لربع قرن أن يحدث أي شي، ولكن لا مانع من أن احترق بغيظي لبعض الوقت!

^  Top  ^

Translated by Ossama Nabil